تطوير زراعة تعتمد على الضوء الصناعي

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » تطوير زراعة تعتمد على الضوء الصناعي

تطوير زراعة تعتمد على الضوء الصناعي

يسعى خبراء البيئة إلى الكشف عما إذا كانت زراعة النباتات بأنواعها بتأثير الإضاءة الصناعية أكثر جدوى من حيث الفائدة التجارية، وتوفير الجهد، واستغلال المباني القائمة كأماكن للزراعة.

وذكرت مجلة «نيو ساينتست» العلمية المتخصصة، في تقرير حديث لها حول هذا الموضوع أن مشروع «المزارع الداخلية» ليس الأول من نوعه في العالم، حيث هناك الكثير من المشاريع التي باتت تنمي النباتات تحت غطاء الضوء الكهربائي. وفي لندن على سبيل المثال يسعى الخبراء إلى زراعة الخردل الأحمر محلياً دون الحاجة إلى تعرضه إلى الطاقة الشمسية.

ويقول كيري ميشيل، المهندس الزراعي في جامعة بوردو بالهند: «هناك توجه حقيقي يسمى الزراعة الحضرية المتنوعة والمزارع الداخلية والزراعة العمودية»، فناطحات السحاب المزروعة بالنباتات يمكنها إطعام مدن بأكملها.

مزارع اصطناعية

وأنشأت شركة «غوثام غرينز» في نيويورك العديد من البيوت البلاستيكية على أسطح المباني، إلا أن التجارب أثبتت أن المشكلة التي يواجهها هذا النمط من الزراعة هو عدم توفر الكثير من الأماكن الملائمة لها هناك، وعادة ما تستخدم البيوت البلاستيكية التقليدية كميات أكبر من الأكسجين مقارنة بالنباتات التي تتم زراعتها في المزارع التقليدية، فضلاً عن أنها تحتاج إلى تبريد إضافي في الصيف، وتدفئة وإضاءة في الشتاء.

ويعكف اختصاصيون آخرون على إنشاء المزارع الرأسية بشكل أبسط، ففي مستودع صناعي بالقرب من شيكاغو، باشرت مزارع خضراء بزراعة الكثير من الأعشاب والخردل الأحمر والخس في رفوف ضخمة كثيفة متباعدة، وفي لندن هناك مزارع يتم إنشاؤها داخل أنفاق في باطن الأرض.

ويقول الخبراء إن الإضاءة الصناعية جعلت من الممكن تنمية مثل هذه المزارع، حيث استخدمت مصابيح الصوديوم ذات الضغط العالي لعقود من الزمن كي تحل محل الطاقة الشمسية في فصل الشتاء، ولا تعتبر مصابيح الصمامات الثنائية أكثر كفاءة في تحويل طاقة الكهرباء إلى إضاءة، من التي تعتمد على إضاءة الصوديوم، إلا أن نسبة الحرارة فيها أكثر تركيزاً.

ويقول بروس بيغبي، من جامعة «ولاية أوتاوا» : «يمكن تقريب هذه الإضاءة من النباتات والسماح بتنميتها على الرفوف»، وهذا يعني إنه يمكن زراعة الكثير من هذه النباتات في مساحات صغيرة.

وفي اليابان دعمت الحكومة المزارع الموجودة من هذا النوع في مدينة مياجي، حيث تتم زراعة النباتات على مدار العام في 16 طبقة تحت الأرض..

وأثبتت هذه الطريقة أنها أكثر كفاءة بنحو 100 مرة، لكل متر مربع واحد من الأرض، مقارنة بالزراعة الخارجية. ويقول ستيفن درنغ، أحد مؤسسي شركة «زيرو كاربون فوود»، الاختصاصية في بناء المزارع تحت الأرض: « لن تكون هذه الطريقة قابلة للتطبيق من دون الاستفادة من إضاءة الصمامات الثنائية».

وبشأن مذاق هذه المزروعات يقول الخبراء إن الاختلاف في الضوء يؤثر بلا شك على النباتات، ويعبر بعض العلماء عن قلقهم من أن النباتات التي تزرع تحت الأشعة فوق البنفسجية لها فوائد غذائية أقل من نظيرتها التي تزرع بفعل إضاءات مختلفة.

تحديات الزراعة النظيفة

ويقول الاختصاصيون إن المشكلة الرئيسية في الزراعة الداخلية تكمن في تكلفة الضوء، وطالبوا الشركات الطامحة في زراعة هذه النباتات بالحصول على عائد مادي جيد يغطي تكلفة الإضاءة، ويفسر ذلك سبب زراعة نباتات محدودة فقط على الرغم من بدء زراعتها منذ الثمانينيات.

وهي مزروعة بطرق الإضاءة الصناعية وسيشترون الكهرباء اللازمة من مزودي الطاقة المتجددة، واستخدام هذه الطاقة سيقلل بالتأكيد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

انبعاث الكربون

بحسب هيئة البحث والتطوير العامة في ولاية نيويورك فإن نباتات الخس على سبيل المثال تنتج 7.0 كيلوغرامات من ثاني أكسيد الكربون للكيلوغرام المورد إلى الولاية..

وأن نباتات الخس المزروعة محلياً في البيوت الزراعية الداخلية باستخدام الإضاءة الصناعية تنتج غازات ثاني أكسيد الكربون أكثر تركيزا. الشيء ذاته ينطبق على بريطانيا، حيث أشارت تقارير صادرة عن مؤسسة «البرايت» إلى أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن نباتات الخس المزروعة بواسطة الإضاءة الصناعية تصل إلى 8 كيلوغرامات للكيلو غرام الواحد.

لانا عفانه – البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *