أجهزة قياس التلوث الشخصية تزداد انتشاراً في أميركا

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » أجهزة قياس التلوث الشخصية تزداد انتشاراً في أميركا

يقول خبراء أميركيون إنّ خيارات الاستعداد لنهاية العالم في عام 2019 لا تشمل إنشاء غرفة تحت الأرض، ولا التجهز بمسدس، ولا حتى قارب نجاة… ولا الانتقال إلى بلد بعيد طبعاً… بل يمكن اختصارها بجهاز صغير يقيس تلوّث الهواء من حولكم.

– أجهزة قياس

ومع تزايد النغمة السلبية لتقارير التغيّرات المناخية، يبادر الآلاف في أميركا إلى قياس تلوّث الهواء بأنفسهم. وهذه الأدوات الصغيرة التي تتدنى أسعارها باستمرار، يمكن تثبيتها على الشرفة أو الطاولة أو تعليقها بحقيبة الظهر، وهي تقيس نوعية الهواء المحيط، وتباع حالياً للفئة المتبصرة والقلقة من المستهلكين… حتى أنّ بعضهم بدأ بتعريفه كـ«متنفس».

صُمم جهازا «أتموتيوب» Atmotube و«فلو» Flow من شركة «بلوم لابز» بحجم صغير لتسهيل حملهما في الأرجاء وفحص الهواء أثناء تجوّل الإنسان سيراً على الأقدام أو على دراجة هوائية، ومساعدة الناس في رسم طرقاتهم بشكل يقيهم من الهواء السّام. أمّا جهاز «أوير» Awair فيبدو كراديو قديم ويمكن تثبيته على منضدة لمراقبة الهواء الداخلي، بينما يشبه مراقب «أييروكوال» للجسيمات Aeroqual’s particulate monitor الذي يعتبر أكثر هذه الأجهزة تطوّراً، هاتفاً خلوياً قديماً وضخماً.

ولكنّ مراقب الهواء المفضّل بالنسبة لوكالات حماية البيئة الوطنية التابعة للحكومة والناس على حدّ سواء هو «باربل إير» PurpleAir، إذ إنّه يعلّق في الخارج ويتّصل بـ«الواي – فاي»، ويغذّي شبكة عامّة ويشكّل شبكة نشطة لأجهزة مراقبة نوعية الهواء.

– جسيمات عالقة

في أحد الأيام، رأى أدريان دايبواد، مؤسس «باربل إير»، الغبار يتصاعد من حفرة حصى بالقرب من منزله في مدينة درابر، ولاية يوتاه، حيث يعيش مع زوجته. عندما حاول عمّال الحفر هناك توسيع هذه الحفرة أكثر باتجاه منزله، شعر أنّه يجب أن يفعل شيئاً حيال هذا الأمر. فكان عليه أولاً أن يثبت وجود خطر في الهواء.

اهتم الجيران بالموضوع. طلب دايبواد الخبير في شبكات الكومبيوتر وفي إلكترونيات التركيبات الموضوعة على الأسطح التبرعات وجمع بعض آلاف الدولارات، فيما نشر المقيمون 80 جهاز استشعار في الأرجاء. تبيّن أنّ كمية الجسيمات الطافية في الهواء (والتي تعرف بالجسيمات العالقة) كانت مرتفعة، وخاصة في الأيام العاصفة. أما أقرب جهاز استشعار حكومي، فكان على بعد نحو 16 كلم ولا يرصد أياً من هذه الأتربة.

ومع توافق أهل الحي على نشر أجهزة الاستشعار، تبخّرت محاولة توسعة منطقة الحفر.

العام الماضي، تعاظم الاهتمام بهذا المشروع. أمّا اليوم، فأصبح يضمّ أكثر من 3 آلاف جهاز مراقبة لتسجيل البيانات بشكل يومي. وطوّر دايبواد خريطة لعرض جميع البيانات التي تجمعها أجهزة «بوربل إير» حول العالم (اللون الأخضر يعني جيّد، والأحمر يعني سيء)؛ حتى أنّ مجموعات مراقبة الهواء الحكومية المحلية باتت تستخدم هذه الأجهزة.

ومنذ الحرائق التي ضربت غابات كاليفورنيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، زاد نشاط هذه الأجهزة بنسبة 10 آلاف في المائة.

– قلق من التلوث

من جهة أخرى، كشفت فيرا كوزير، الرئيسة التنفيذية لـ«أتموتيوب» أنّ شركتها باعت نحو 8 آلاف من أوّل إصداراتها وإنها تعتزم طرح أنبوب مراقبة جديد في ديسمبر (كانون الأول).

يميل أنصار أجهزة مراقبة التلوث الحديثة إلى التشكيك بالجهود الحكومية للحفاظ على نظافة الهواء ويقولون إنّهم قلقون من بيانات تقييم نوعية الهواء التي تصدرها الحكومة. ورأت كوزير «أن الناس لا يمكنهم الوثوق بالحكومة في مرحلة معينة».

من جهتها، قالت جانيس إي. نولن، نائب رئيس جمعية الرئة الأميركية: «هل نملك ما يكفي من أجهزة المراقبة؟ لا ليس هناك العدد الكافي منها. وفي بعض الحالات، لا يهتم الناس بمعرفة ما إذا كانت نوعية الهواء سيئة أم جيدة»، لافتة إلى أنّ المشكلة تكمن في نقص التمويل وضعف الاهتمام بالصناعة.

وكشفت نولن نشر أجهزة مراقبة نوعية الهواء في 800 أو 900 مقاطعة فقط من أصل نحو 3 آلاف مقاطعة في الولايات المتحدة. ولكنّ هذا العدد المتواضع من أجهزة المراقبة يعني أن أموراً مهمّة كتأثيرات اتجاهات الرياح الناتجة عن حرائق الغابات ستكون صعبة الرصد.

«الشرق الأوسط»

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *